عالم المصريات الفرنسى جورج لوجران



عالم المصريات جورج لوجران
الذي ولد في باريس عام 1865، والذي يطلق عليه بعض العلماء «رجل الكرنك» بامتياز، لكونه مكتشف خبيئة الكرنك وكاشف أسرار معبد آمون رع.
وجاءت بداية دخول لوجران ميدان علم المصريات بقيامه بمهمة النسخ النهائي للرسوم التخطيطية الملحقة بمجلد نصوص معبد حورس. وفي عام 1892 التقى بمورغان رئيس هيئة الآثار المصرية، الذي ضمه إلى فريق عمله ليبدأ رحلة الحفر والتنقيب عن الآثار المصرية المدفونة تحت الرمال.
والكل يشهد على ولع لوجران بالحضارة المصرية الذي امتد لكل من كان يعمل معه في من مساعدين وعمال حفر, ليس فقط من أجل المكافآت ولكن أيضاً تقديراً لحماسته وحرصه على حمايتهم من الأخطار. وفي عام 1908 حصل لوجران على وسام الشرف من مصر. وعرف عنه أنه وظف كل إمكانياته لحماية معبد الأقصر من أخطار الفيضان المتكررة, حتى أنه في عام 1917 ظل أياما في الكرنك يشرف على جهود الحماية رغم مرضه، حتى فارق الحياة, وكان هذا محل تقدير في مصر
جورج لوجران هو رجل الكرنك كما يطلق عليه بعض علماء المصريات مكتشف خبيئة الكرنك وكاشف أسرار معبد آمون رع ، هذا الرجل الذي بعد مرور نحو مائة عام علي وفاته مازالت محصلة ما أنقذه من تماثيل الخبيئة والتى لا تعادلها أية تماثيل ثراء علي الإطلاق ، فحتي وفاته في 1917 ظل معبد آمون رع وملحقاته شغله الشاغل والمبرر الوحيد لوجوده فعلياً ، بل ان ولعة بالحضارة المصرية القديمة دفعة لأن يرسم صوراً زيتية بالقطعة ليكسب قوته وما يتبقي له من وقت ومال كان يكرسه للبحث العلمي فتوالت مقالاته وأبحاثه وفهارس المجموعات التي أثرى بها علم المصريات .



ولد جورج لوجران في باريس في الرابع من أكتوبر عام 1865 ولم يكن هناك ما يشير إلي دخوله عالم الاستشراق يوماً ما فوالده كان عامل طباعة ، وفي سن الثالة عشر ولتميزه في الرسم عمل لوجران لدي أحد مصنعي ورق الحائط ، وفي عام 1883 اضم لوجران إلي مدرسة الفنون الجميلة من خلال الرسام جيروم الذي استضافه في مرسمة الخاص مما مكنه من اكتساب ثقافة أدبية وتاريخية واسعة ، ومن خلاله استطاع اكتشاف مصر – التي كان قد انبهر بكتاباتها الهيروغليفية أثناء زيارته للجناح المصري بمتحف اللوفر – حيث سبق لجيروم زيارة مصر أثناء حكم نابليون لجميع الرسوم والصور اللازمة للأعمال الإستشراقية .



عاش لوجران تحيط به علوم الآثار والعمارة الفرعونية القديمة بفضل تعاليم هوزي ، بواتيية ، وشوازي ، وعندما زاد عشقه لمصر واظب علي دروس مدرسة اللوفر لتعليم كيفية قراءة الهيروغليفية .

وظهرت براعة لوجران في رسالة قام بها في مدرسة اللوفر كان نتاجها نسخة طبق الأصل لبردية كبيرة من برديات المتحف ، وقد قام لوجران بنشر تلك النسخة في عام 1889 حيث كانت مثار إعجاب للمهارة البادية فى أداء النقوش والدقة في النقل الهجائي للحروف المتصلة. وتعلق لوجران بالغة الهيروغليفية تعلقاً كبيراً وانعكس حبه لفقه اللغة المصرية القديمة في محاولاته حل المشكلات المتعلقة بالقراءة والقواعد والمفردات ، فلم يكن علم المصريات قد تطور بالشكل الحالي . كما اهتم لوجران بالشخصيات التاريخية وهو أحد أهم المجالات التي تألق بينها ونشر فيها وثائق لا آخر لها ، فكان يقوم بدراسة أسماءهم وسير حياتهم وصلات القرابة بينهم وجاءات بداية دخول جورج لوجران ميدان العمل كعالم مصريات في العام 1891 حين أو كل إليه إميل شاسينا جزءاً من مهمة النسخ النهائي للرسوم التخطيطية الملحقة بالطبعة الأولي من مجلد نصوص معبد حورس الذي صدر في باريس عام 1897 .



وفي الأول من ديسمبر عام 1892 وصل لوجران إلي القاهرة حيث التقي بجاك دي مورجان رئيس هيئة الآثار المصرية الذي ضمه إلي فريق عمله حيث تصادف وصوله مع بداية الحملة الأولي الخاصة ب " الكشف العام لآثار وحفريات مصر " ، وخلال أيام من وصوله مصر توجه بصحبة عدد من علماء المصريات الفرنسية إلي أسوان ليبدأ رحلة الحفر والتنقيب عن الأثار المصرية المدفونة تحت الرمال .



ومع نهاية عام 1903 بدأت ساحة فناء الكرنك تكشف لـ " لوجران " عن أسرارها وما تخبئه من كنوز في باطن الأرض ، فكان أول ما ظهرتها شاهد تاريخي ضخم لـ " سيتي الأول " ثاني فراعنة الأسرة التاسعة عشرة ، تلاها اكتشاف صف من التماثيل ، حتي أن سجل الحضائر ضم 519 قطعة مسلسلة منذ نهاية عام 1903 وحتي بداية موسم الفيضان في 1904 حيث كانت تتوقف عمليات الحفر والتنقيب . ومنذ ذلك الحين بدأ لوجران ينقل في يومياته الخاصة بالتنقيب النصوص الهيروغليفية للوثائق التي يسجلها ويعطي كل منها رقما ثم خصص سجلاً بالمتحف المصري لتسجيل الاكتشافات يدون بها حرف k الدال علي كلمةِ karnak مضافاً إليه لفظ " خبيئة " :



ولأن لوجران كان مُلماً بفن التصوير ، فقد أقام استوديو تصوير في حديقة منزله الملحق بالفناء الغربي للمعبد ، وكان يتم نقل التماثيل والشواهد يومياً إلي حديقة منزله ليقوم لوجران بالتقاط كليشبهات لكل منها علي حدة وتمثل أرقاماً مسلسلة .

وامتد الولع بالآثار المصرية إلي كل من كان يعمل فى الكرنك مع جورج لوجران حيث استولي هاجس " البحث عن تمثال " علي فريق الحفر بالمعاول وحاملي القفف والريس المشرف عليهم ليس فقط من أجل المكافآت التي كانوا يحصلون عليها ولكن أيضاً لاحترامهم الشديد لـ " لوجران " وتقديرهم لحماسته وللحب الذي كان يكنه لوجران لهؤلاء الرجال وحرصه علي حمايتهم من أخطار قد لا يفطنون لها .



وفي العام 1908 حصل لوجران علي وسام الشرف ، وحتي عام 1915 لم يترك لوجران مدينة ، الأقصر إلا في فترة الصيف بسبب توقف عمليات التنقيب بسبب الفيضان ، ثم تولي بعد ذلك منصب كبير مفتش الأثار الفرعونية في صعيد مصر حيث أصبح مسئولاً عن آثار تقع في مساحة 300 كيلو متر . وفي عامي 1916 و 1917 وظف لوجران كل امكانياته لحماية معبد الأقصر من أخطار الفيضان فسعي لبناء سد علي طول رصيف الكورنيش وهو ما كان سبباًَ في الكشف عن أخر اكتشافاته وهو بقايا آثار شيدت في العصر الروماني لتكون مقر حكم الإقليم الجنوبي .

وفي أغسطس 1917 تجاوزت مياه الفيضان السد وهددت بتدمير مساحة معبد الأقصر فما كان من لوجران برغم سوء حالته الصحية حينئذ إلا أن ظل أيامأً متتالية عرضه للحرارة الشديدة أثناء اشرافه علي تنفيذ الإجراءات اللازمة لحماية وتأمين المعبد ، وبعد ظهر الثاني والعشرين من شهر أغسطس 1917 لفظ لوجران أنفاسه الأخيرة في منزله بالكرنك إلا أنه لم يدفن بجوار ساحة الكرنك أو معبد آمون رع الذي كان سبباً في الكشف عن أسرارهما وتعريف العالم بها ، فما زال منذ وفاته يرقد في المقبرة الكاثوليكية الرومانية بالقاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة